Friday, July 27, 2007

ودخل في الناس كعب

ودخل في الناس كعب فلمّا نظر اليه عمر انشأ يقول

فأوعدني كعب ثلتا أعدها لا شك أن القول ما قال لي كعب
وما بي حذار الموت اني لميت ولكن حذار الذنب يتبعه الذنب

Thursday, July 26, 2007

أبو العلاء المعر

جامعة دمشق - كانون الثاني ٢٠٠٧

كانت وفاة الشّاعر والفيلسوف السّوري أبو العلاء المعري*1* في أوائل الرّبيع سنة ٤٤٩هـ/١٠٥٨م وعمره ٨٦ سنة، ولم يتزوج في حياتهِ قطُ، وكُتِب على قبرهِ: «هذا ما جناهُ أبي عليََّ / ومَا جنيْتُ عَلى أحدْ*2*». كان أبو العلاء مشهوراً في زمنهِ وعندما توفيَ شيعه أكثرُ
من ٨٤ شاعراً وبقي العزاءُ لمدّةِ أسبوع يقرَؤونَ فيه القرآن*3*.

يُقال إن (اللّزوميات) لأبي العلاء المعري تحتوي شكّاً منه تجاه كل الأديان ومن بينهِا دين الإسلام الذي هو ينتمي إليهِ، ويُقال فوق هذا كلهِ إنّ (رسالة الفصول والغايات) لأبي العلاء كانت منافسة للقرآن وأبو العلاء اعتبر جمال (رسالة الفصول والغايات) مساويةً للقرآن الكريم في كلِ ما تحتويهِ*4*، وهذا السلوك كان وما زال محرماً في الدين الإسلامي وانتقده أعداؤه وهاجموه بأنه غير مؤمن، ولكنّ بعض العلماء قالوا إنّ أبا العلاء عبد للّهِ ومؤمنٌ برسالاتهِ وخاصّةً الإسلام وذلك من خلالِ أبياته الشعرية التي يوضحُ فيها حقيقة إسلامهِ.
في رأي معاصريهِ كان أبو العلاء ثائراً ضد المجتمع من خلال كلماته وسلوكه، فمثلاً أن الإسلام يشجّع على الزّواج*5* فإنّ أبو العلاء لم يتزوج كلّ مدةَ حياتهِ، وهذا الكلام ما جعل معاصريهِ ينتقدونه، كما أنّه لم يؤدِ فريضة الحجّ، ومع أنّه يجوزُ للمسلمين تناوُل اللّحم*6* فإن أبو العلاء قرّر ألاّ يأكل اللّحم أبداً. كما كُتِب في ديوان (اللزوميات):

غدوتُ مريض العقل والدين فالقني لتسمع أنباء الأمور الصحائحِ
فلا تأكلَنْ ما أخرج الماء ظالماً ولا تبغِ قوتاً من غريض الذبائحِ*7*

وهكذا فقد أُثير جدلٌ مع الدّاعي الكبير للفاطميّين*8*، ففي رأي الدّاعي أنّ أبا العلاء يظن نفسه أنه أرحمُ من اللّه على مخلوقاته؟!*9*

وقد عبّر الشّاعرُ في مؤلفاتهِ عن الشّك والسّخرية من الدين الإسلامي:

تستَّروا بأمور في ديانتِهم وإنما دينُهم دينُ الزناديقي،
نُكذّب العقل في تصديقِ كاذبهِم والعقلُ أَولى بإكرام وتصديق*10*

وهكذا نقد الشّاعر العلاقة بين الدّين والعقل وهاجم نظام الحلال والحرام والأخلاق الإسلاميّة، ولكن في وقت النفسه كان أبو العلاء مؤمناً باللّهِ وله صِلةٌ خاصّةٌ بالإسلام، فمثلاً كَتَب في (اللّزوميّات)*11*:

لمَّا تبيَّنت طول الدهر طال به فكري فأشعرَ هذي النفس إقصارا
يا لهف كم مدنِ أملاكٍ غدونَ فلا فيه وكم فلواتٍ عدنَ أمصارا
والله أكبر لا يدنو القياسُ له ولا يجوز عليه كان اُوصارا

وفي جزء (اللّزوميّات) هذا نفهم أنّ أبا العلاء عَبَدَ اللّه - يتساءل أبو العلاء: كم من مدنٍ نفقد بمرور الوقت؟ وكم من أمواتٍ؟ وكم من معاناة؟ ولكن كان وما زال الله أكبر وباقياً.

ولكن كيف نفهم الصّلة الصّعبة بين سجنيهِ وحرّيّة أفكارهِ في قصائدهِ وخيالهِ؟ كيفَ نفهمُ هذه الصّلة الصّعبة في التّخيّل لدى أبي العلاء بين نقدهِ وسخريتهِ لدين الإسلام خلال عصرهِ؟ وهكذا فبعد أن نقرأ لأبي العلاء، نفهم تغيّر وجهة نظره للدّين؟ ليس لدينا جواب كافٍ. إنّه مكتوبٌ في القرآن في سورة البقرة الأية رقم ١١٥: « وَلِلّهِ المَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوْا فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ اِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلَيْمٌ ». فربّما، بالنّسبة لأبي العلاء، هناك وَجْهٌ لديهِ من وجوه السّخرية ومن المعاناة؟!

مصادر البحث
في اللغة العربية:

« تجديد ذكرى أبي العلاء »، للدكتور طه حسين - القاهره ١٩٥١.
« أبو العلاء المعري »، للدكتور عبد المجيد دباب - القاهره ١٩٨٦.
« دراسات في تراث أبي العلاء المعري »، الأستاذ الدكتور إبراهيم السامرائي - عمان، الأردن: دار الضياء ١٩٩٩.

في اللغة الانجلزية:

The Holy Qur­'an, text and translation by 'Abdullah Yusuf 'Ali, Islamic Book Trust: Kuala Lumpur, 1994.

Abd Rahman, Aishah ('Bint ash-Shati'). 'Abu'l-'Ala' Al-Ma'arri'. Abbasid Belles Lettres. ed. Ashtiany et. al. Cambridge: Cambridge University Press, 2004.

Wormhoudt, Arthur. Selections from the Luzumiyyat of Abu’l –Ala Ahmad ibn ‘Abdallah
al Ma’arri. Des Moines, IA: William Penn College, 1978.

Margoliouth, David Samuel. The Letters of Abu’l –‘Ala of Ma’arrat Al-Numan. Oxford:
Clarendon Press, 1898.

*1*
هو أحمد بن عبد الله بن سليمان بن محمد التنوخي المكنّى بأبي العلاء. ولد في مدينة معرّة النعمان (بين حلب وحماة) يوم السّابع والعشرين من شهر ربيع الأوّل، سنة ٣٦٣هـ/٩٧٤م، وبسبب عماه وفقدانهِ والديهِ بقيَ في بيتهِ ولم يخرج طيلة حياتهِ وكأنّه في سَجن وبالإضافة إلى هذا لم يأكل اللّحم، وهكذا سُمِّي برهين المحبسين بسبب صراعهِ مع سجنين: الأوّل عماه والثّاني عزلته.
*2*انظر د. عبد المحيد دباب ص ١٦٧
*3*انظر بنت شاطئ ص ٣٣٤
*4*انظر مرغوليوث ص١٣٢
*5*ورد عن المسيحيين في القرآن، في سورةِ الحديد الأية رقم ٢٧: «وَرَهْبَانِيَّةَ اِبْتَدَعُوْهَا مَا كَتَبْناها عَلَيْهِمْ».
*6*في الحقيقة يؤمن بعض المستشرقين أنّ هذه الأفكار مأخوذة من بغداد وأنّها من أصل هندي أو بوذي. أنظر في القرآن، سورة البقرة الآية رقم ١٦٨:«يَاَايُّهَا النَّاسُ كُلُوْا مِمَّا في اْلَارْضِ حَلالاً طَيِّباً» و الآية ١٧٢: «يَاَ ايُّهَا اَّلذِيْنَ آمَنُوْا كُلُوْا مِنْ طَيِّباتِ مَا رَزَقْناكُمْ وَاشْكُرُوْا لِلّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيّاهُ تَعْبُدُوْنَ»
*7*انظر (اللزوميات) ص ١٣
*8*حكم الفاطميون سوريا ومصر في هذه الفترة.
*9*أنطر القرآن، البقرة ٢، ١٦٨، ١٧٢-١٧٣
*10*انظر (اللزوميات) ص ١٥
*11*انظر (اللزوميات) ص٢٠

بنت الشاطئِِِِِِ


بنت الشاطئِِِِِِ

الدكتورة عائشة عبد الرحمن، لقبها بنت الشاطئِِِِِِ، كانت واحدة من أبرز الأدَبَاء المسلمين. • هي فريدة لأنها استخدمت الفلسفة الإسلامية لتشجيع حقوق المرأة.
• كتبت ٤٠ كتاباً عن تاريخ الكتابة الإسلامية. كتبت في النقد الأدبي و١٢ رواية وقصة قصيرة ومئات من الأبحاث والمَقالات في الجرائد.
• معظم مؤلَفاتِها دارت حَوْلَ تأييد المساواة بين الجنسين. وُلدتْ في عام ١٩١٣ في مصر. كان والدها غير متحرر ويعمل أستاذاً للفكر الإسلامي في جامعة الأزهر. كان جدها شيخ الأزهر الكبير. خلال حركة المرأة في مصر قبل الحرب العالمية الأولى، بقيَت عائشة عبد الرحمن في بيتِها. والدها لا يؤَيَد النساء اللَواتي يدرسْنَ، ولكن درست في جامعة القاهرة حيث قرأت الأدب العربي والتاريخ الإسلامي. حصلت على درجة الدكتوراه في الأدب الإسلامي في عام ١٩٥١.
•تناولت في مقالتِها الأولى الحياةَ الصعبة للفَلاحين المصريين. مع انها سبّبت ضَجة في أسرتِها فإن جدَها شجعها على إصدار مقالتين في مَجلة «النهضة النِسائية» تحت اسم «بنت الشاطئ». أصبحت أستاذة في جامعة عين شمس.
•كتبت المقالات منذ ١٩٣٧ حينَ اِلْتَحقت بالأهرام الجريدة العربية الأشهر والأقدم. كانت لحركة المَرأة خلال الثورة في ١٩١٩ ضد الإحتلال البريطاني أثرَها في بنت الشــاطـئ. ولكنَها اختلفت مع حركة المرأة المُعاصرة، وفي مَقالتِها : «الحرب ضد الجنس الآخر ليست مفيدة» انتقدت هكذا.
•كانت شخصية غير عادية من المفكرات المسلمات لانَها تؤمن بحرية إختيار الفَرد. بالنسبة لها الإسلام دين غير استِبْدادي. لقد هاجَمَت فكر رجال الدين الذين كانوا يَرَون أنَ الرجُل احسن من المرأة. تناولت المَواضيعِ الصعبة التي خاف منهإ الأدباء الرجال. مثلاً، أثارت ضَجَة عندما كتبت مقالة عن المرأة خلال حياة النبي محمد
•من المعاصرين لبنت الشــاطـئ، سُهير القلماوي، وهي الأديبة المِصرية المشهورة (١٩١١ -١٩٩٧) ، قدمت شهرزاد (البطلة من «ألف ليلة و ليلة») كأنها إمرأة مثالية تعلّم الرجال. بنفس الطريقة، استخدمت عائشة عبد الرحمن المؤلفات الكلاسيكية لتشجيع المرأة. مثال الوالي، في ١٩٥٠ كتبت مقالة واستخدمت فيها «رسالة الغفران»، للعالم الإسلامي العظيم أبي العلاء المعري من القرن ١١م. تناولت مقالتها حرية الفكر لأبي العلاء وحاولت تأييد الحوار بين الأدباء المسلمين عن موضوع تحرير واحترام المرأة. من خلال أبو العلاء، أظهرت أنَه في دين الإسلام يوجد حرية فكر ومساواة بين الجنسين.
• كانت مؤلفات بنت الشاطئ قراءة معاصرة للقرآن الكريم. من الخطير مُعالَجَة القرآن كأنه أدب معاصر ولكنها إمرأة فائقة الذَكاء وقوية الشخصية وغلبة لأعداءها.
• لقد أصبحت رِوايتها الأولى فيلماً من خلالِ نجيب محفوظ.
• زوجها هو الدكتور أمين الخولي، وهو فَيلسوف عظيم، واحبّتْه كثيراً.
• توفيَت في القاهرة في عام ١٩٩٨.


حدثنى سلمة بن جنادة

حدثنى سلمة بن جنادة قال نبآ سليمان بن عبد العزيز أبن أبي ثابت بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمان أبن عوف قال نبآ أبي عن عبد اللة بن جعفر عن أبيه عن المسور بن شخرمة وكانت امّه عاتكة بنت عوف... ـ